Wednesday, December 12, 2007

اخيلس






كنت أظن أنني عندما أكبر سأبرأ من محبتي للأبطال الأسطوريين, ولكنني وجدت نفسي أكثر شغفاً بهم في الكبر, وكأن معاني وجودهم ذا دلاله سحرية في ذهني, أحببت عنترة بن شداد, سمسون الجبار, أخيلس.
عندما قرأت الألياذة لهميروس أو هومر, انسقت تماماً لجاذبية أخيلس في معاركه ضد طروادة , كنت أحياناً أشعر بالحصار ولكني لا أستطيع ترك هذه الملحمة الشعرية العظيمة, وكررت قصص الملاحم جميعها لأصدقائي وزملائي في المدرسة, وبعد أن أنجبت قصصتها لأبنائي (وأنا أموت على القص والحكي لأن عشت في زمن الحزاوي).
لم أكن أعلم أنها تركت أثرا أو ذكرى في نفوس أبنائي, اذ نظلم الأجيال الجديدة في كثير من الأحيان ولا نوفيها حق قدرها, لكن في يوم سعيد أتاني أحد الأبناء وقال هناك فلم أسمه تروي سيعرض في السينما, وعزم الجميع على مشاهدة الفلم. للحق استمتعت جداً بأداء براد بيت الذي مثل دور أخيلس, وسعدت أثناء العرض وأبنائي يسألونني عن التفاصيل فمثلا:
هل أودوسيس هذا الذي اقترح صنع حصان طروادة هو صاحب الأوديسا التي كتبها هوميروس؟, وآخر يسأل عن أغاممنون, والثالث عن هكتور وأخلاقه العالية..الخ
لكني لم أشبع من الفلم, فاقترحت على ابنتي أن نذهب مرة أخرى بحجة أن هناك تفاصيل أريد التدقيق بها, وطبعا رحت لمرة ثالثة وجدي وبالسر, حتى أداري شغفي أمام أبنائي.
وفي المرة التي ذهبت بها مع ابنتي, كانت مجموعة من النساء الكويتيات يجلسن بقربنا, كن يتذمرن طوال الفلم, ولا أعلم لماذا اتخذن موقفاً سلبيا من أخيلس واعتبرنه مجرما سفاحا, وفي نهاية الفلم عندما ضرب باريس أخيلس بالنشاب وأصاب قدمه فتأثر كثيراً وسقط, كانت ردة فعل النساء كالتالي:
شالعبو وشالعيارة! الحين هالمجرم ما همته كل السيوف والجروح, وتأذا من نبل في كعبه! ثارت حفيظة ابنتي, وهمست بسخط:
الظاهر ما يعرفون قصة أمه اللي غطسته في النهر المقدس وهي ما سكته من وتر رجله.
طبعا القصة في الأسطورة معروفه أن جسد أخيلس محمي ما عدا قدمه اللتي مسكتها أمه حتى لا يجرفه النهر, ورغم تذمر ابنتي فقد خرجت من السينما وأنا راض بأنني مررت شغفي واهتماماتي إلى أبنائي.
تعلمت من أخيلس العظيم المقولة التالية:
إقهر الخوف تقهر الموت

No comments: