Thursday, July 23, 2009

استكمالاً للبوست الأخير

morir de amor



الموت حباً
لا أجمل من أن تحب وأن تكون محبوباً
أليس كذلك؟
لكن الأجمل على الإطلاق
هو الموت حباً

* * *

كنا في أحد كافيهات لوغانو
على البحيرة مباشرة
وكنا في صمت قدسي
وكأننا كنا منفصلين
عن الذات والموضوع
وفجأة خرجت من فمي زفرة
تصحبها كلمة
Yes
إلتفتت وعلى وجهها إبتسامة
جديدة علي وقالت
Yes
نظرت لها نظرة استفسار
أو رغبة في التأكد فكررت
Yes
اللي في بالك
Yes
كانت نظرتها ساحرة
كانت عيناها
تقولان كلاماً
انتظرت سماعه طويلاً
فعرفت أنني على وشك
الموت حباً
وددت لو أعانقها في هذه اللحظة
وأقول لها
thank you
ولكن
كان هناك زوج جديد
مع زوجته المحجبة
في قارب صغير في عرض البحيرة
وفي هذه الليلة كنا على موعد مع قمر لوغانو
الذي سيظهر على استحياء
من خلف جبال الألب
وفجأة رن الهاتف النقال
ليخرجنا من حالتنا السحرية
ألو هلا يبا

* * *

أزنافور
تبقى أنت دائماً
سيد الرومانس
سيد العذوبة والشجن

Sunday, July 12, 2009

الزوجة 13




من منا لا يعرف فلم الزوجة 13؟
من منا لا يعرف رشدي أباظة؟
من منا لا يذكر أفلامه
صراع في النيل مع هند رستم وعمر الشريف
تمر حنا مع نعيمة عاكف
والعديد من الأفلام التي رسخت بالذاكرة
كان رشدي أباظة مميزاً على الشاشة العربية
بمظهره الوسيم
بقدرته على التلون في الشخصيات
مثل الباشا والفقير
مثل الضابط والمجرم

* * *

كان العام لعله 1975 أو 1976م
كان في احتفال سفارتنا بالعيد الوطني
في القاهرة
أتذكر أن بدلتي كانت من المخمل
موضة زمان
فدخل السرادق المقام فيه الاحتفال
رشدي أباظة وزوجته الراقصة الجميلة
سامية جمال
وأثناء دخولهم "تكعبلت" سامية جمال
فأسندها رشدي أباظة بذراعه وهو يقول
أسم الله عليك يا روحي
كنت قريباً منهما
فمددت يدي مصافحاً
الأسطورتين رشدي وسامية
وعرفت بنفسي
فقال مبتسماً
تشرفنا يا أفندم
كانت هذه أول وآخر مرة
ألتقيه وجهاً لوجه

* * *

في العام نفسه
تعرفت على أبناء الطوخي توفيق
وهو مصمم المعارك في السينما المصرية
كما أنه يلعب دور البودلير
أي الذي يضرب بدلاً من البطل
وعندما كبر أبناه أدخلهم المهنة
فبعد كل تصوير فلم
كانا يأتيان بكسر في مكان ما
في القفص الصدري
في اليد أو الرجل وهكذا
وعندما جلست مع الطوخي
الذي لم يكن يعرفه كثير من الناس
سألته من الأفضل في ضرب البوكس؟
فريد شوقي والا رشدي أباظة؟
قال كل مرة يضربني فيها الاستاز رشدي كان يعورني
لأنه بيضرب من جد وبغضب
أما فريد فمحترف سيما
يعني يمثل الضرب
ثم اكتشفت أن الطوخي
صديق وجليس رشدي أباظة
وعرفت أن الطواقي التي كان رشدي يلبسها في الأفلام
كانت تحيكها الحاجة زوجة الطوخي
وعرفت أن رشدي أباظة
من أفضل الراقصين بالعصا

* * *

شادية لم تكن فقط مطربة محترفة
وصوتها جميل وعذب
لكنها أثبتت أنها ممثلة جيدة
ودمها خفيف
وللزوجة 13 ذكريات جميلة

Wednesday, July 8, 2009

دوست دارم




كانت الساعة الحادية عشرة صباحاً
من فبراير عام 1979م
لم تكن سيارتي معي, فأخذت تاكسياً أسود وأبيض
وذهبت إلى سكن الطالبات في المهندسين
ركبت التاكسي مبتسمة وقالت بلغة فارسية
صبح بخير
فأجبت
صبح شما بخير
وقلت للسائق
خدنا مطعم لاروز في كرداسة
قال: فين يا فندم
قلت: الجيزة
وفي الطريق أخرجت ورقة بخمسة جنيهات, وكتبت عليها
دوسام داري
أخذت القلم وكتبت عليها
خيلي دوست دارم

* * *

وصلنا لاروز الساعة الثانية عشرة
وجلسنا نتحدث
طلبنا الغداء
وجلسنا نتحدث
ولم نلمس الغداء
ولم ننتبه
حتى اصبحت الساعة الرابعة عصراً
فعدنا إلى القاهرة
ولكن موعد اغلاق سكن الطالبات مازال بعيداً
وحديثنا لم ينتهي
فذهبنا إلى كافتيريا فندق المريديان الجديد في ذلك الوقت
وجلسنا نتحدث
طلبنا قهوة
وجلسنا نتحدث
حتى الساعة الثامنة مساء
ولم نلمس قهوتنا
وأوصلتها إلى السكن
وقلت لها
غداً في نفس الموعد؟
فهزت رأسها مبتسمة
وعند باب السكن
أشرت بيدها بتحية
باااااااااي
فتحت نافذة التاكسي وقلت
خيلي دوست دارم
ردت
وأنا بعد
ورجعت واستمعت إلى داريوش وهو يغني
ببين و شقايق وهجرت تو

* * *

كان يناير عام 1982م
وكان المكان قاعة
Casba
في فندق مطار لوغوارديا
في نيويورك
والقاعة هي لصديقي الأمريكي من أصل إيراني
بهمن كريمي
وكان المطرب
داريوش
حيث غنى كل الأغاني التي أحبها
همس بهمن بأذني
بعد انتهاء الحفلة وخروج الناس
سأعرفك عليه
ولكنني أحذرك
فهو مغرور وصلف
فابتسمت
وبالفعل صافحته
وهم بالذهاب مع زوجته الأولى
إلى جناحهم بالفندق
أعطاني ظهره
فقلت
سيد داريوش عندي سؤال
وهذه قصتي دائماً مع السؤال الأول والجملة الأولى
واستمر حديثنا رغم تململ الزوجة
حتى الصباح
تحدثنا في كل شيء
في الأغاني
في الموقف السياسي
من فدائيي خلق
في الثورة الإيرانية
وعلى عكس ما حذني منه بهمن
كان صادقا مهتماً
وفي الأخير اقترح
ما رأيك أن نأخذ صورة مشتركة
وافقت
لكن بهمن لم يكن لديه
غير كاميرا تصوير فوري
بولارويد
احتفظت بصورة واحتفظ بصورة
وقال أنشاء الله هذه بداية صداقة
كان وسيماً

* * *

استيقظت في اليوم التالي ظهراً
فاستقبلني بهمن بابتسامة وقال
ماذا فعلت بالرجل؟
رفعت حاجبي واستفسرت
لماذا؟
قال: سألني هذا الصباح متى ستغادر
قلت له غداً
فقال: دعه يبقى كم يوم على حسابي
ثم أكمل بهمن:
كيف أثرت عليه
رفعت كتفي وابتسمت
وفي موعد الحفلة الثانية
جلست على طاولة خلفية
حضر داريوش وصعد المنصة
وبحث عني بعينيه
ولما وجدني
أحنى رأسه تحية
فرددت بمثلها مبتسماً
وتلك الليلة غنى كل الأغاني
التي تناقشنا حولها
كانت لغته الإنجليزية ركيكة
لكن استطعنا التواصل حتى الصباح

* * *

كنت أقلب باليوتيوب
ووجدت معه مقابلة حديثة
كانت لحيته بيضاء
وله كرش
وصوته خشن
تذكرت تلك الأيام وابتسمت
وقلت لنفسي
لماذا أستغرب؟
فأنا كنت شاباً يافعاً
في يوم ما
بعد تلك اليلة في نيويورك
لم أسمع عنه شيئاً
ولكنني سمعت أنه غنى مع مجموعة من المطربين الايرانيين
تضامنا مع مظاهرات الشعب الإيراني الأخير
وقلت لنفسي
its u:)

* * *

داريوش
I miss u
دوست دارم