Friday, January 23, 2009

The last dance





كان قمر فلورنسا
ينير هضاب توسكانا
في تلك الليلة
رقصنا للمرة الأخيرة
آخر رقصاتنا التي
بدأناها منذ ثلاثة عقود
كل شيء كان مثالياً
الهواء ورائحة العشب
ونبيذ "كيانتي" التوسكاني
.. وابتسامتها
رقصنا على أنغام أغنية
Dance in the old fashion way
بلكنة أزنافور المحببة
رقصنا على صوت بوتشيللي
وهو يغني
the last dance
رقصنا ورقصنا ورقصنا
حتى نهاية الزجاجة الفاخرة
وكانت الاستراحة القصيرة
مجة من سيجار
Montecristo
ليلتها أدركت
أنني سأرقص معها
العمر كله
ورأيتنا نرقص
ببطء شديد
لكن برشاقة
بشعور بيضاء
وتجاعيد فخورة
في وجهينا
ونظارات سميكة
على عيوننا
عندما رقصنا تلك الليلة
لم أكن أعلم
لم تكن تعلم
أنها ستكون
الرقصة الأخيرة
كان شعوراً
بهياً
غريباً
وكأننا كنا لوحدنا
في هذا الكون الجميل
كم مرة رقصنا
في ثلاثة عقود؟
هل أذكر الرقصة الأولى؟
لا..ولا الثانية
لكن ما أعرفه
أننا كنا نرقص
منذ الأزل
وإلى الأبد
في الرقصة الأخيرة
لم تكن كالأولى
كنا نلهث
ونرتاح بعد كل رقصة
أو اثنتين
وعندما كنت أدفعها بعيداً ممسكاً
بأصابع يديها المألوفتين
كنت أضطر إلى اسنادها
كي لا تسقط
لم تكن كالرقصة الأولى
ولا الثانية
ولا المائة
عندما كانا قلبينا الشابين
يجعلانا هايبر
"اسمع قلبي وشوف دقاته"
هكذا كان قلبانا يقولان
لم تكن كالرقصة الأولى
لأنها
كانت أخيرة
لن نرقص مع بعضنا
في الكبر
لن نرقص مع غيرنا
سنرقص مع طيفينا
سنجلس
سنسعل
وسنتذكر رقصاتنا
وبالأخص الأخيرة
رقصنا ونحن نشاهد
الخليج العربي
رقصنا
في كل دول العالم
لكنها لم تكن كالرقصة الأخيرة
كان فيها عهد
أن نهرم مع بعضنا
ولا نتوقف عن الرقص
.. وقتها
كان قمر فلورنسا
ينير هضاب توسكانا
وكنا نرقص رقصتنا
الأخيرة
في الهواء الطلق

* * *

وفي صباح اليوم التالي
كنت
Tipsy
ركبنا السيارة
واتجهنا إلى
قرية سان جمنيانو
مارين على حقول النبيذ
وبقر وخراف
وجرار يحرث حقلاً
كانت الطرق الجبيلة والريفية
وشجر السرو المغرور
والمنعطفات الحادة
والضيقة
كلها كانت ملكنا
وكنا ملكها
وعلى مد النظر
كانت تنتثر القرى
تسمع فيها
رجال شيوخ يتصايحون
وهم يقذفون بورق اللعب
بقوة فوق الطاولات
وبين قناني البيرة
وعندما دخلنا القرية
المرصوفة بالحجارة
التفت إليها وقلت:
هنا غنى بوتشيللي
The last dance