Saturday, February 2, 2008

Are you alright?






كان صديقي أول عربي يدرس المسرح في الولايات المتحدة, وهناك تزوج وعاش شبابه مرعوبا بالعراق, وعاش شيخوخته في متشغان, كان يقول لي أنه كان ينزل إلى قبو البيت حيث صنع له هناك مكتبة تضم شكسبير وسوفكليس ويوريبيدس.
وشاكر السياب الذي كان ينافسه على حب ديزي الأمير, كان يصفها كدانزيل ذات جدائل شقراء طويلة تصل إلى تحت ظهرها, أول من درس المسرح في الولايات المتحدة على طريقة ستانسلافسكي الروسي في الواقعية.
كان حظه أفضل لأنه من المعروف أن بدر شاكر السياب كان قبيحاً, لكن ديزي اختارت إنسانا آخر, كان صديقي يتنهد قائلاً يا له من محظوظ.
كيف كان يتذكرها ويتذكر العراق؟ كان ينزل مساء في السرداب يستمع إلى أسطوانات الأغاني العراقية القديمة, ويشاهد صورة ديزي, لكن زوجته الأمريكية لم تكن تمنحه هذه الحرية, كانت تنتظر حتى ينسجم تماماً, ثم تطل عليه من الدور العلوي قائلة:
Are you alright?
فيقول لنفسه:
Shit…
ويضطر للذهاب للنوم ونسيان حلمه, عندما توفي في منتصف الثمانينيات, أثناء احتضاره طلب من صديق مشترك أن يتصل بي ويقول أنه يحبني ويفتقدني.
قال لي هذا الصديق المشترك أنه دفن في مقبرة في متشيغان, وحضر مراسم الدفن فقط ثلاثة أصدقاء.
كان هذا الرجل علماً, قدم المسرح المتقدم للعالم العربي
بحثت عن صورة له في النت ولم أجد, فبحثت بسردابي, بكراتين صوري ووجدت صورة لنا نضحك من القلب
لكنه مات وحيداً في منتصف الثمانينات يفكر كل ليلة بوطنه
أسس المسرح العراقي في بدايات القرن الماضي مع حقي شبلي

وداعاً يا صديقي
أفتقدك كثيراً, أفتقد سهراتنا الثرية

4 comments:

عَذبة said...

.
.
.

http://www.musicoflebanon.com/allrams/letempsdesfleurs.ram

nostalgia said...

عذبه
صباح عذب

ميرسي
الراحلة داليدا حلقت بي هذا الصباح
أليس جميلا أن نستقبل صباحنا بأصوات ملائكة؟
مقبولة
نردها لك بالأفراح
ظلي بخير

Peace said...

كم حزينه هذه النهايه

التي ينتهي عندها البعض
مع وجود القليل من يشهد هذه النهايه

على الرغم من العطاء الذي منحوه أثناء حياتهم

و لكن الجميل هو وجود من يعترف بوجودهم حتى بعد فقدانهم

فعلمهم باقي حتى بعد رحيلهم

nostalgia said...

peace
أليس جحوداً من الدنيا
وعدم إنصاف؟
في الوقت الذي تمزق فيه أجساد الأطفال باسم الإسلام
يموت خالق الماء وحيدا حزناً على فراق وطنه
شكرا لمرورك البهي